17 - 07 - 2024

عكس عكاس| ليه كل الارهابيين بـ"يلاقوا مصرعهم" في أي مواجهة مع الشرطة؟

عكس عكاس| ليه كل الارهابيين بـ

( صفحات من دراما كلها دم وسواد)

بعد جريمة المنيا بساعات، الشرطة اعلنت ان 19 ارهابي ماتوا كلهم كلهم في مواجهة مسلحة وانها بترجح انه ورا جريمة قتل الاقباط اللي كلنا بكينا على ضحاياها صغار وكبار..

واتنشرت الصور ..الارهابيين مقتولين واحد واحد .. وكل واحد سلاحه جنبه ..وشوية ورق بتاع ارهابيين ماتفهمش هو خطط ولا ورق مذكرات مصورينه في مكتبة ولا ايه ..

** في يونيو اللي فات قالت مصادر أمنية إن 4 ارهابيينآ  اتقتلوا في مواجهة مسلحة في محافظة أسيوط ، وكالعادة بيتقال انه وردت معلومات عن تواجدهم واثناء المداهمة حصل اللي حصل.

** في اغسطس أعلنت وزارة الداخلية مقتل 5 إرهابيين في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.

قال بيان الوزارة برضه انهم وصلوا لمكان اختفاء الارهابيين في عملية تمشيطية في حتة على طريق اسيوط سوهاج الصحراوي الشرقي قرب اخميم وانهم كانوا مستخبيين في الجبل ولما الشرطة طلعت اذن النيابة(...) راحت على هناك وحاصرت المكان فالارهابيين ضربوا نارعلى الشرطة اللي اتعاملت معاهم وبعد شوية اكتشفت ان الارهابيين الخمسة ماتوا ولقت معاهم نفس الأحراز : "بنادق آلية.. طلقات.. وسائل إعاشة..ونفس الاوراق التنظيمية اللي الارهابيين شايلينها رايحين جايين في كل عملية دي.

ورغم ان المواجهات بين الامن والارهاب مستمرة من 38 سنة على الاقل واجهت فيهم الشرطة اجيال واجيال من الارهابيين الا إنها عادي مكملة على نفس الأسلوب القديم اللي كان بيتعمل من أيام التسعينات ، هاجم اضرب انشر انهم ماتوا في مواجهات وتبادل اطلاق نار ومفيش حد سليم ولا مصاب، رغم ان الحروب اللي بين جيوش بيقع فيها اسرى ..لكن في المواجهات دي مفيش حد طلع حي ..تقريبا.

أكيد مش مقصود التشكيك او التقليل من الجهود اللي بتبذلها الداخلية، اللي هي اصلا دفعت تمن غالي من دم ولادها عساكر وظباط وصف ظباط في المواجهات مع الجبنا الارهبيين دول.

لكن الهم واحد وكلنا مشاركين ومتلغمطين دم ودموع ..ونفسنا نصدق ان ادارة المواجهات مع الارهاب بتتم باساليب علمية متطورة، وان فيه ناس قاعدة بترصد الأخطاء وتستفيد منها علشان ماتتكررش ..

(مشهد 1 )

سنة 93 حصلت جريمة في مدينة ابوتيج وفي وسط الناس لما ارهابيين قتلوا اللوا الشيمي مدير امن اسيوط و2 من الحرس بتاعه في عملية جريئة ووقتها مفيش حد اتقبض عليه، لكن مرت 15 سنة لغاية ما اتعلن ان الشرطة قبضت على المتهم بالتخطيط وتنفيذ الجريمة وهو الارهابي الشهير عبد الحميد ابوعقرب.

وابوعقرب ده اللي مرسي قرر يطلعه من السجن بعفو رئاسي.. ووقتها لجان الاخوان قالت ان الافراج تم بعد موافقة مباحث أمن الدولة اللي هي الأمن الوطني.

نرجع بالذاكرة سنة قبل الحادث تقريباً ..

يوم الاحد 23 اغسطس سنة 92 ..لما الشرطة وردت لها اخبارية ان فيه ناس مشتبه في إنهم من الجماعات الارهابية ساكنين في شقة في منقباد ، ومنقباد دي لاهي قرية ولا مدينة ..

هي كانت قرية عادية فقيرة وبعدها اتملت تجمعات سكنية اتوجدت بمناسبة وجود مصنع اسيوط بتاع الاسمدة اللي اتبنى هناك ، واتبنت جنبه مساكن للعاملين فيه ،والتجمعات دي أغلبها عشوائية وشوارع ضيقة وناس عارفة وشوش بعضيها ..

والمهم

كبست الشرطة على المنطقة وحاصرت المكان وقبضت على 7 متهمين بإنهم من الجماعات الاسلامية الارهابية ..

لأ لأ .. نستنى شوية..

لأن الجرايد وقتها نشرت ان 7 ارهابيين "لقوا مصرعهم" برضه في مواجهات مع الشرطة "حين كانوا بإحدى الشقق في منطقة منقباد في اسيوط، وهم محمود محمد الصغير ومصطفى حسن عبدالراضي وخالد حسن ملظم واحمد هاشم عبدالرحمن ومصطفى عليوة محمد ومحمد أحمد مختار ومصطفى رمزي أبو زيد" 

كده اتكتب الخبر..

كان فيه رواية تانية لعدد من الشهود قالوا ان مفيش مواجهات حصلت ،والعيال جابوها من الشقة متغمية ،ومكنش معاهم حتى سلاح ولو حصلت مواجهة كان حد من اهالي المنطقة العشوائية دي والشارع الضيق ده اتصاب ولا مات ..

وده ماحصلش..

اللي حصل انهم رموهم في صندوق عربية ربع نقل اهالي مش شرطة والظابط اتصل بقائد العملية يدي له تمام ..

قال له العيال معايا متكتفين ..

فالقائد قال له هتجيبهم لي اعمل بيهم ايه

فالظابط واللي معاه فتحوا عليهم النار وقتلوهم

والقائد ده كان اللواء الشيمي اللي اتقتل بعدها في قلب الزحمة في أبوتيج..

ينفع نقول ان ده من خيال الأهالي.. ولا اكاذيب رددوها الاهابيين علشان يضيفوا ابعاد درامية للصراع بينهم وبين الأمن ..

لكن بهدوء خلينا نراجع ان في كل السنين دي اتقتلت ناس واتحبست ناس وعجزت ناس وكبرت ناس، وجيل بيسلم جيل واحنا على نفس الحال، شعب وحكومة وأمن ومعرضين وطبالين وارزقية وسماسرة وقوادين ..

ومع كل مصيبة وبينما احنا بنلملم روحنا ونمسح دم الشهدا ونشيعهم في صناديقهم وحسّانياتهم ، بنشوف الارهاب محلق علينا وباسط دراعاته في حدود السما ...ومطلع لسانه ..

( مشهد 2 )

عبد الحميد أبو عقرب اللي اتهم بقتل اللوا الشيمي ، هو اصلا من ابوتيج وبيتهم بينه وبين مسرح الجريمة كام متر كده

وحسب ظروف الدراما العبثية دي ..

كان عبد الحميد ده اشهر ارهابي في ابوتيج لأنه من اسرة كبيرة مشهورة، طلعت نواب محترمين "شرفاء" كلهم كانوا من رموز الحزب الوطني الافاضل..

وباقي الدراما بتقول ان الاسرة طبعا لفظت ابنها وماكانش يستجري ينزل بلدهم اساساً ..

بس اي جريمة بتحصل غالبا بتتحسب في الاسكور بتاعه هو..

ورغم كده مرت 15 سنة لغاية ما اتقبض عليه في مدينة اسيوط وكان ساكن بالقرب من قسم شرطة هناك..

ورجعت شهرته تلعلط .. لغاية ما مرسي افرج عنه .. وهكذا دواليك...

(مشهد 3 )

كان فيه واحد ارهابي (جارنا ) من اسيوط ، اتقبض عليه في كمين واتحبس..مش لازم إسمه

وعرفت انه اتحبس لأن ابوه كان بيبعت له اكل وفلوس عن طريق حد شغال في السجن جارنا برضه .

بعد ييجي شهر مثلا..

سمعنا صوت ضرب نار من سلاح آلي وعادي ..جاي من ناحية المقابر ، واللي هي زي اي مقابر لازقة في بيوت اهالي وزراعات، ولأن اغلب الناس في المنطقة عارفين بعضهم واللي حصل مش قليل ، كان الكل بيحكي بعد ما الشرطة مشيت ويقول ايه اللي حصل..

ونفس الدراما العبثية وخيالات الناس.

اللي ساكنين جنب المقابر وصفوا مشهد يليق بدراما محمد صفاء عامر الله يرحمه ...قالوا :

لقينا طابور عربيات جاي من بعيد بعد الفجر ...

منهم عربية سجن ..

فتحوا بابها ونزلوا منها طابور عيال عنيهم متغمية بقماش ابيض.

ورصوهم جنب الترب ..

ودوروا فيهم الضرب بالبنادق والمسدسات.

وكل واحد كان سلاحه مرمي جنبه ..

وطبعا العبثية دي لازم تكمل بمشهد فيه ناس بتقرا الصفحة الاولى في الجرانين بتاعة تاني يوم.

فيها الخبر ذاته : ارهابيين " لاقوا مصرعهم" بعد مداهمة وكرهم في المقابر ..

الكوميديا السودا في الموضوع إن المقابر دي مافيهاش جحر يستخبى فيه فار مش شوية ارهابيين ..ده غير ان المنطقة مش سكوت وهس هس زي بقية المقابر ..

دي عمرانة بالبيوت والزحمة ودوشة العيال اللي بتلعب ..

وعلشان نكمل بجد : الشاب اللي محبوس وابوه بيوديله الفلوس والاكل ..

اللي جبت سيرته من كام سطر  واحد من اللي "لاقوا مصرعهم" دول ..

--------------------
بقلم: خالد الدخيل